الفيفا- هدايا تتجاوز 750 ريالا ممنوعة.. ومكافحة الرشوة والفساد

جدد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" توجيهاته الحاسمة إلى كافة الاتحادات القارية والمحلية، مؤكداً على ضرورة الالتزام بالقيم النزيهة في التعامل مع الهدايا والمزايا. وأرسل "فيفا" مذكرة تفصيلية، تلقت "الاقتصادية" نسخة منها، تشدد على أن أي هدية أو منفعة مجانية تُقدم لأي مسؤول رياضي، وتتجاوز قيمتها 200 دولار (750 ريالاً سعودياً)، يجب رفضها بشكل قاطع، أو التعامل معها وفق الإجراءات الرسمية المعتمدة.
وأكد "فيفا" في بيانه أن الهدايا والضيافة، وإن كانت جزءاً من سياق ممارسة الأعمال، إلا أنه يجب إدارتها بشفافية تامة وبطريقة تتفق مع مبادئ النزاهة. وشدد الاتحاد على أنه "لا يتسامح مطلقاً مع أي شكل من أشكال الرشوة أو الفساد داخل المنظومة الكروية."
وأوضح "فيفا" أن مفهوم "الهدية" يشمل كل شيء ذي قيمة، يُمنح أو يُتلقى بالمجان، دون انتظار مقابل مادي أو معنوي. وأضاف "لا نقبل أو نقدم في الفيفا بشكل اعتيادي هدايا تتجاوز قيمتها 200 دولار. ويشمل مصطلح "هدية" العطايا، المجاملات، المزايا، الخصومات، القروض، وأي شيء آخر يحمل قيمة مالية."
وفيما يخص الضيافة والفعاليات الاجتماعية ذات الصلة المباشرة بكرة القدم، أوضح الاتحاد الدولي أنه يجب أن تكون الضيافة معقولة ومتناسبة مع مكانة الشخص المدعو وطبيعة المناسبة. وشدد على أنه "إذا تلقيت ضيافة ولم يكن الداعي حاضراً، فسنعتبر ذلك بمثابة هدية، وبالتالي يجب ألا تتجاوز قيمتها 200 دولار."
وأشار "فيفا" إلى أن تذاكر مباريات كرة القدم تعتبر جزءا لا يتجزأ من مهام العاملين في هذا المجال، ولا تصنف على أنها هدايا. واستدرك قائلاً: "ومع ذلك، فإن تذاكر الفعاليات الرياضية الأخرى غير المرتبطة بكرة القدم تخضع للقيود المنصوص عليها في هذه التوجيهات."
وأرجع الاتحاد الدولي هذا التشديد إلى رغبته في "اللعب بالطريقة الصحيحة". وأضاف: "في بعض الثقافات، يُعد تقديم الهدايا التذكارية الصغيرة للاحتفال بالمناسبات أو الاحتفاء بنجاح مشروع ما جزءاً من التقاليد الاجتماعية. ومع ذلك، يجب ألا تؤثر الهدايا والضيافة بأي شكل من الأشكال على القرارات التجارية أو تمنح ميزة غير مستحقة. يجب أن نتذكر دائماً أن الرشاوى لا تقتصر على الأموال النقدية؛ فتذاكر حضور الفعاليات المرموقة، والإقامة الفاخرة في فنادق الخمس نجوم، والهدايا النفيسة، كلها يمكن أن تكون بمثابة رشى مقنعة."
وفي حال استلام هدية أو تلقي دعوة لحضور مناسبة قد تتعارض مع هذه التعليمات، وجه الاتحاد الدولي بالآتي: "يُرجى الاعتذار بلباقة وشرح سياسة الفيفا بهذا الشأن. وإذا كان من شأن إعادة الهدية أو رفض الدعوة أن يسبب حرجاً، فيمكن قبولها مع إبلاغ مديرك وقسم الامتثال في الفيفا على الفور. وسيقوم القسم بتقييم الوضع وتقديم التوجيه بشأن الخطوات المناسبة. وإذا رغب العضو في الحصول على استثناء، فعليه تعبئة نموذج الإفصاح عن الهدايا والضيافة عبر بوابة الامتثال المخصصة."
بهذه التوجيهات، يرسخ "فيفا" التزامه الراسخ بالشفافية والنزاهة، ويؤكد على أهمية الالتزام الأخلاقي في جميع جوانب كرة القدم.